للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أيها الأمير، إنك لحنت والرجل يعرف اللحن، وكان ينبغي أن تقول: من ختنك (بالضم) ؛ فقال عبد العزيز: أتراني أتكلم بكلام لا تعرفه العرب؟ والله لا شاهدت الناس حتى أعرف اللحن؛ فأقام في بيتٍ جمعةً لا يظهر ومعه من يعلمه النحو فصلى بالناس الجمعة الأخرى وهو أفصح الناس.

وقال الذهبي في كتابه «تذهيب التهذيب» بعد أن ساق نبذة من نسبه وولايته وروايته بنحو ما قلناه إلى أن قال: «روى ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى ابن عمر: ارفع إلي حاجتك؛ فكتب إليه ابن عمر (يعني عبد الله) : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى.

وابدأ بمن تعول» ، ولست أسألك شيئاً ولا أرد رزقاً رزقنيه الله عز وجل. وقال؟؟؟ نريد ابن أبي حبيب عن سويد بن قيس: بعثني عبد العزيز بن مروان بألف دينار لابن عمر فجئته بها ففرقها. وقال محمد بن هانئ الطائي عن محمد بن أبي سعيد قال: قال عبد العزيز بن مروان: ما نظر إلي رجل قط فتأملني إلا سألته عن حاجته. ثم قال بعد كلام آخر: وكان يقول عبد العزيز بن مروان: وا عجبا من مؤمن يوقن أن الله يرزقه ويوقن أن الله يخلف عليه، كيف يدخر مالاً عن عظيم أجر أو حسن سماع!.

قلت: وكان عبد العزيز جواداً ممدحاً سيوساً حازماً. قال ابن سعد: مات بمصر سنة خمس وثمانين قبل أخيه عبد الملك بسنة. وقال الحافظ بن يونس:

ولي مصر عشرين سنة. وقال الليث بن سعد: توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين، وله حديث وهو: سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع» انتهى كلام الذهبي باختصار.