للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى أحمد بن الحسين بن أحمد الشيخ الإمام العالم شمس الدين النحوى الإربلىّ ثم الموصلىّ الضّرير [المعروف «١» بابن الخبّاز] صاحب التصانيف. كان إماما بارعا مفتنّا عالما بالنحو واللغة والأدب. ومن شعره فى العناق:

كأنّنى عانقت ريحانة ... تنفّست فى ليلها البارد

فلو ترانا فى قميص الدّجى ... حسبتنا فى جسد واحد

قلت: ومثل هذا قول العلّامة أبى الحسن علىّ «٢» بن الجهم- رحمه الله تعالى-:

سقى الله ليلا ضمّنا بعد هجعة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معدّب

فبتنا جميعا لو تراق زجاجة ... من الخمر فيما بيننا لم تسرّب

ومثل هذا قول القائل:

لا والمنازل من نجد وليلتنا ... بالخيف إذ جسدانا بيننا جسد

كم رام منّا الكرى من لطف مسلكه ... نوما فما انفكّ لا خد ولا عضد

ومثل هذا أيضا قول [ابن] النّعاويذىّ «٣» - رحمه الله تعالى-:

فكم ليلة قد بتّ أرشف ريقه ... وجرت على ذاك الشّنيب المنضّد

وبات كما شاء الغرام معانقى ... وبتّ وإيّاه كحرف مشدّد

وقد خرجنا عن المقصود ولنرجع لما نحن بصدده.

وفيها توفى موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العلّامة كمال الدين أبو الفتح الموصلىّ الشافعىّ. مولده فى صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بالموصل، وتفقّه على والده وغيره، وبرع فى عدّة علوم.