بشعائر «١» السلطنة، وأوّل من حمل الغاشية بين يديه الأمير حسام «٢» الدّين بن أبى علىّ، ثمّ تداولها أكابر الأمراء واحدا بعد واحد. وتمّ أمره فى السلطنة وخطب له على المنابر، ونودى فى القاهرة ومصر بسلطنته، إلى أن كان الخامس من جمادى الأولى بعد سلطنته بخمسة أيّام ثارت المماليك البحريّة الصالحيّة وقالوا: لابدّ لنا من سلطان يكون من بنى أيّوب يجتمع الكلّ على طاعته؛ وكان الذي قام بهذا الأمر الأمير فارس الدين أقطاى الجمدار «٣» ، والأمير ركن الدين بيبرس البندقدارىّ، والأمير سيف الدين بلبان «٤» الرشيدىّ، والأمير شمس الدين سنقر الرّومىّ، واتّفقوا على أن يكون الملك المعزّ أيبك هذا أتابكا «٥» عليهم، واختاروا أن يقيموا صبيّا عليهم من بنى أيّوب يكون له اسم السلطنة، وهم يدبّرونه كيفما شاءوا ويأكلون الدنيا به!
كلّ ذلك والملك المعزّ سامع مطيع. فوقع الاتّفاق على الملك الأشرف مظفّر الدين موسى ابن الملك الناصر يوسف ابن الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل محمد ابن السلطان الملك العادل أبى بكر ابن الأمير نجم الدين أيّوب؛ وكان هذا الصبىّ عند عمّاته القطبيّات «٦» ، وتقدير عمره عشر «٧» سنين، فأحضروه