للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لست أنسى فيه ليلات مضت ... مع من أهوى وساعات أنيقة

ولئن أضحى مجازا بعدهم ... فغرامى فيه ما زال حقيقة

يا صديقي والكريم الحرّ فى ... مثل هذا الوقت لا ينسى صديقه

ضع يدا منك على قلبى عسى ... أن تهدّى بين جنبىّ خفوقه

فاض دمعى مذ رأى ربع الهوى ... ولكم فاض وقد شام بروقه

نفد اللؤلؤ من أدمعه ... فغدا ينثر فى التّرب عقيقه

قف [معى «١» ] واستوقف الركب فإن ... لم يقف فاتركه يمضى «٢» وطريقه

فهى أرض قلّما يلحقها ... آمل والرّكب لم أعدم لحوقه

طالما استجليت فى أرجائها ... من يتيه البدر إذ يدعى شقيقه

يفضح الورد احمرارا خدّه ... وتودّ الخمر لو تشبه ريقه

فبه الحسن خليق لم يزل ... والمعالى بابن مطروح خليقه

وله بيتان ضمّنهما بيت المتنبّى الذي هو أوّل قصيدته، وهو:

تذكّرت ما بين العذيب وبارق ... مجرّ عوالينا ومجرى السوابق

فقال ابن مطروح مضمّنا:

إذا ما سقانى ريقه وهو باسم ... تذكّرت ما بين العذيب وبارق

ويذكرنى من قدّه ومدامعى ... مجرّ عوالينا ومجرى السوابق

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو البركات هبة الله ابن محمد بن الحسين [المعروف «٣» بآ] بن الواعظ المقدسىّ ثم الإسكندرانىّ عن إحدى