للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها كان ظهور النار العظيمة بالمدينة الشريفة وهى غير التى ذكرناها فى السنة الماضية «١» ، وهذه النار التى تقدّم ذكرها فى ترجمة الملك المعزّ هذا.

وفيها احترق مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى شهر رمضان، وهذا غير النار التى ظهرت بنواحى المدينة، فإن هذا الحريق له سبب «٢» ، ابتدأ من زاوية الحرم النبوىّ [الغربية «٣» من الشمال] ، فعلقت فى آلات الحرم ثم دبّت فى السّقوف، فما كان إلّا ساعة حتّى احترقت سقوف المسجد أجمع، ووقع بعض أساطينه، وكان ذلك قبل أن ينام الناس، واحترق أيضا سقف الحجرة، وأصبح الناس فى يوم الجمعة فعزلوا موضعا للصلاة. ونظم فى حريق المسجد غير واحد من الشعراء، فقال معين الدين بن تولو المغربىّ:

قل للرّوافض بالمدينة مالكم ... يقتادكم للذّمّ كلّ سفيه

ما أصبح الحرم الشريف محرّقا ... إلّا لسبّكم الصحابة فيه

وقال غيره:

لم يحترق حرم النبي لحادث ... يخشى عليه ولا دهاه العار

لكنها أيدى الرّوافض لامست ... ذاك الجناب فطهّرته النار

قال: وعدّ ما وقع من تلك النار الخارجة وحريق المسجد من جملة الآيات.

وقال أبو شامة: فى ليلة السادس عشر من جمادى الآخرة خسف القمر أوّل الليل، وكان شديد الحمرة ثم انجلى، وكسفت الشمس فى غده، احمرّت وقت طلوعها