التّتار يعتمدون على رأيه وشجاعته وتدبيره، وكان بطلا شجاعا مقداما خبيرا بالحروب وافتتاح الحصون والاستيلاء على الممالك، وهو الذي فتح معظم بلاد العجم والعراق.
وكان هولاكو ملك التتار يثق به ولا يخالفه فيما يشير إليه ويتبرّك برأيه. يحكى عنه عجائب فى حروبه، وكانت مقتلته فى يوم الجمعة خامس عشرين شهر رمضان فى المصافّ على عين جالوت.
قلت: إلى سقر وبئس المصير، ولقد استراح الإسلام منه، فإنّه شرّ عصابة على الإسلام وأهله. ولله الحمد على هلاكه.
وفيها توفّى الملك المظفّر أبو المعالى ناصر الدين محمد ابن الملك المظفّر غازى بن أبى بكر «١» محمد العادل بن أيّوب صاحب ميّافارقين وتلك البلاد. ملكها فى سنة «٢» خمس وأربعين وستمائة عقيب وفاة والده، [و] دام فى الملك سنين إلى أن جفل من التّتار بعد أن كان يداريهم سنين، وقدم على الملك الناصر صلاح الدين يوسف بدمشق واستنجده على التّتار فوعده الناصر بالنّجدة، وآخر الأمر أنّه رجع إلى بلاده، وحصره التّتار بها نحو سنتين حتّى استشهد بأيديهم- رحمه الله تعالى وعفا عنه-.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى واستشهد بحلب خلائق لا يحصون؛ منهم، إبراهيم بن خليل الأدمىّ. والرئيس أبو طالب عبد الرحمن ابن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن العجمىّ، تحت عذاب التّتار. وبدمشق عبد الله ابن بركات بن إبراهيم [المعروف «٣» بابن] الخشوعىّ فى صفر. والعماد عبد الحميد بن عبد الهادى المقدسىّ فى شهر ربيع الأوّل عن خمس وثمانين سنة. والملك المعظّم