كان الأمير علاء الدين البندقدارىّ الصالحىّ لمّا قبض عليه وأحضر إلى حماة واعتقل بجامع قلعتها اتّفق حضور ركن الدين بيبرس مع تاجر، وكان الملك «١» المنصور (يعنى «٢» صاحب حماة) إذ ذاك صبيا وكان إذا أراد شراء رقيق تبصره الصاحبة والدته، فأحضر بيبرس هذا مع آخر فرأتهما من وراء السّتر فأمرت بشراء خشداشه، وقالت: هذا الأسمر لا يكون بينك وبينه معاملة فإنّ فى عينيه شرّا لائحا فردّتهما جميعا؛ فطلب البندقدارىّ الغلامين يعنى بيبرس ورفيقه فاشتراهما وهو معتقل، ثم أفرج عنه فسار إلى مصر؛ وآل أمر ركن الدين إلى ما آل.
وقال الذهبىّ: اشتراه الأمير علاء الدين البندقدارىّ الصالحىّ فطلع بطلا شجاعا نجيبا لا ينبغى [أن] يكون إلّا عند ملك، فأخذه الملك الصالح منه. وقيل: بقى بيبرس المذكور فى ملك البندقدارىّ حتى صادره أستاذه الملك الصالح نجم الدين أيوب، وأخذ بيبرس هذا فيما أخذه منه فى المصادرة فى شهر شوّال سنة أربع وأربعين وستمائة.
قلت: وهذا القول هو المشهور.
ولمّا اشتراه الملك الصالح أعتقه وجعله من جملة مماليكه، وقدّمه على طائفة الجمداريّة لما رأى من فطنته وذكائه؛ وحضر مع أستاذه الملك الصالح واقعة دمياط.
وقال الشيخ عزّ الدين عمر بن علىّ بن إبراهيم بن شدّاد: أخبرنى الأمير بدر الدين بيسرى «٣» الشّمسىّ أنّ مولد الملك الظاهر بأرض القبجاق سنة خمس وعشرين وستمائة