مظفّر الدين «١» صاحب صهيون «٢» ثم إلى الإسماعيليّة، ثم إلى [الملك السعيد المظفّر علاء «٣» الدين علىّ بن لؤلؤ] صاحب الموصل الذي صار نائب السلطنة بحلب، ثم إلى من فى بلاد الشام يعرّفهم بما جرى ثم أفرج عمّن بالحبوس من أصحاب الجرائم؛ واقرّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزّبير «٤» على الوزارة، وتقدّم بالإفراج عن الأجناد المحبوسين والإنعام عليهم، وزيادة من رأى استحقاقه من الأمراء وخلع عليهم، وسيّر الأمير جمال الدين آقوش المحمّدى بتواقيع للامير سنجر الحلبى نائب دمشق، فتوجّه إليه فوجده قد تسلطن بدمشق ودعا لنفسه، وحلّف الأمراء، وتلقّب بالملك المجاهد؛ فعظم ذلك على الملك الظاهر بيبرس وأخذ فى إصلاح أمره معه والإحسان إلى خشداشيته البحريّة الصالحيّة؛ وأمّر أعيانهم. ثم إنّه أخرج الملك المنصور نور الدين عليّا ابن الملك المعزّ أيبك التّركمانىّ وأمّه وأخاه ناصر الدين قاقان من مصر إلى بلاد الأشكرى «٥» ، وكانوا معتقلين بقلعة الجبل.
وكان بيبرس لمّا تسلطن لقّب نفسه الملك القاهر، فقال الوزير زين الدين يعقوب بن الزّبير، وكان فاضلا فى الأدب والترسّل وعلم التاريخ، فأشار بتغيير هذا اللّقب، وقال: ما لقّب به أحد فأفلح: لقّب به القاهر «٦» بن المعتضد، فلم تطل مدّته