للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالغور على [نهر «١» ] الشّريعة؛ وكان المتولّى لعمارته جمال الدين محمد بن نهار «٢» وبدر الدين محمد بن رحال وهما من أعيان الأمراء؛ ولمّا تكامل عمارته اضطرب بعض أركانه، فقلق الملك الظاهر لذلك وأعاد الناس لإصلاحه فتعذّر ذلك لزيادة الماء، فاتّفق وقوف الماء عن جريانه حتّى أمكن إصلاحه؛ فلمّا تمّ إصلاحه عاد الماء إلى حاله؛ قيل إنّه كان وقع فى النهر قطعة كبيرة مما يجاوره من الأماكن العالية فسدّته من غير قصد. وهذا من عجيب الاتّفاق.

ثمّ عاد الملك الظاهر إلى ديار مصر وعند «٣» عوده إليها وصل إليه رسل صاحب اليمن الملك المظفر «٤» [شمس الدين] يوسف بن عمر ومعهم فيل وحمار وحش أبيض وأسود وخيول وصينى وتحف، وطلب معاضدة الملك الظاهر له وشرط له أن يخطب له ببلاده. ثمّ خرج السلطان فى يوم السبت فى ثانى جمادى الآخرة إلى بركة الجب «٥» عازما على قصد الشام على حين غفلة، وجعل نائب السلطنة على مصر الأمير بيليك