للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** السنة الرابعة عشرة من ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر وهي سنة تسع وسبعين- فيها استولى الحجاج بن يوسف على البحرين واستعمل عليها محمد ابن صعصعة الكلابي وضم إليه عمان، فخرج عليه الريان البكري فهرب محمد وركب البحر حتى قدم على الحجاج. وفيها غزا الوليد بن عبد الملك بن مروان ملطية فغنم وسبى وعاد إلى أبيه عبد الملك. وفيها كان الطاعون العظيم بالشام. وفيها حج بالناس أبان بن عثمان بن عفان أمير المدينة. وفيها قتل الخليفة عبد الملك بن مروان الحارث ابن عبد الرحمن بن سعد الدمشقي الذي ادعى النبوة، وكان انضم عليه جماعة كبيرة.

وفيها توفي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، كان من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، روى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود. وفيها أصاب الناس طاعون شديد حتى كادوا يفنون فلم يغز أحد تلك السنة فيما قيل.

وفيها أصاب الروم أهل أنطاكية وظفروا بهم. وفيها استعفى شريح بن الحارث من القضاء فأعفاه الحجاج واستعمل على القضاء أبا بردة بن أبي موسى الأشعري.

وفيها توفي النابغة الجعدي، واسمه قيس بن عبد الله بن عديس، وقيل عبد الله ابن قيس، وقيل حسان بن قيس، وكنيته أبو ليلى، وكان من شعراء الجاهلية ولحق الأخطل ونازعه بالشعر، وله صحبة ووفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الذهبي: وقال يعلى بن الأشدق- وليس بثقة-: سمعت النابغة يقول:

أنشد ف؟؟؟ النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: «أين المظهر يا أبا ليلى» ؟ فقلت: الجنة، قال: «أجل إن شاء الله» ثم قلت أيضاً: