للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب رأي وقوة شديدة إلى الغاية. وفيها كانت مقتلة بحير بن ورقاء الصريمي.

وفيها كان دخول الديلم قزوين، وسببه أن العساكر كانت لا تبرح مرابطة بها، فلما كان في هذه السنة كان من جملة من رابط بها محمد بن أبي سبرة الجعفي، وكان فارساً شجاعاً، فلما قدم قزوين رأى الناس لا ينامون الليل، فقال لهم: أتخافون أن يدخل عليكم العدو؟ قالوا: نعم، قال: لقد أنصفوكم إن فعلوا، افتحوا الأبواب ففتحوها؛ وبلغ ذلك الديلم فبيتوهم وهجموا [على] البلد وتصايح الناس، فقال محمد بن أبي سبرة: أغلقوا الأبواب فقد أنصفونا، فأغلقوا الأبواب التي للمدينة فقاتلوهم.

وأبلى محمد بلاء حسنا حتى ظفر بهم المسلمون ولم يفلت من الديلم أحد، ولم يعد الديلم بعدها؛ فصار محمد فارس ذلك الثغر، وكان يدمن شرب الخمر، وبقي كذلك إلى أيام عمر بن عبد العزيز فأمر بتسييره إلى داره، وهى دار الفسّاق بالكوفة، فسيّر إليها، فأغارت الديلم بعده على قزوين ونالت من المسلمين وظهر الخلل بعده حتى طلب ثانية وأعيد الى قزوين. وفيها توفى سويد بن غفلة، وكنيته أبو أمية كناه بها عمر بن الخطاب، وهو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفد عليه فوجده قد قبض، وأدرك دفنه وهم ينفضون أيديهم من التراب.

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وثلاثة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وثمانية أصابع.

*** السنة السابعة عشرة من ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر وهي سنة اثنتين وثمانين- فيها كانت وقعة الزاوية بين محمد بن الأشعث وبين الحجاج بالبصرة، وكان لابن الأشعث مع الحجاج في السنة الماضية وفي هذه السنة عدّة