للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشهورة بالحديث والعدالة والتقدّم. ومات فى ثالث [عشر «١» ] المحرّم ببستانه ظاهر دمشق، وكان وافر الحرمة متأهّلا للوزارة كثير الأملاك واسع الصدر

وفيها توفّى الأمير فارس الدين أقطاى بن عبد الله الأتابكىّ المعروف بالمستعرب الصالحىّ النجمىّ، كان من أكابر الأمراء وأعيانهم، وكان الملك المظفّر قطز قرّبه وجعله أتابكا وعلّق جميع أمور المملكة به. فلمّا تسلطن الملك الظاهر قام معه وحلف له وسلطنه فلم يسع الملك الظاهر إلّا أن أبقاه على حاله، وصار الظاهر فى الباطن يتبرّم منه ولا يسعه إلّا تعظيمه لعدم وجود من يقوم مقامه، فإنّه كان من رجال الدهر حزما وعزما ورأيا، فلمّا أنشأ الملك الظاهر بيليك الخازندار أمره بملازمته والاقتباس منه فلازمه مدّة، فلمّا علم الظاهر منه الاستقلال جعله مشاركا له فى الجيش، وقطع الرواتب التى كانت لأقطاى المذكور؛ فجمع أقطاى نفسه وتعلّل قريب السنة وصار يتداوى إلى أن مات، وكان أظهر أن به طرف «٢» جذام ولم يكن به شىء من ذلك، رحمه الله تعالى.

وفيها توفّى مجاهد «٣» بن سليمان بن مرهف بن أبى الفتح التّميمىّ المصرىّ الخياط الشاعر المشهور، وكان يعرف بابن أبى الربيع. مات فى جمادى الآخرة بالقرافة الكبرى، وكان بها سكنه وبها دفن، وكان فاضلا أديبا. ومن شعره فى أبى الحسين الجزّار وكان بينهما مهاجاة: