وضايقوها وقطعوا الماء الذي يطلع إليها وزحفوا عليها فجدّوا فى القتال، ورأى الملك السعيد تخلّى من كان معه وتخاذل من بقى معه من الخاصّكيّة، وعلم أنّه لا طاقة له بهم، وكان المشار إليه فى العسكر المخامر الأمير سيف الدين قلاوون الألفىّ، وهو حمو الملك السعيد فإنّ الملك السعيد كان تزوّج ابنته قبل ذلك بمدّة «١» ، فجرت المراسلات بينهم وكثر الكلام وتردّدت الرّسل غير مرّة، حتّى استقرّ الحال على أن الملك السعيد يخلع من السلطنة وينصّبون فى السلطنة أخاه بدر الدين سلامش ابن الملك الظاهر بيبرس، ويقطعون الملك السعيد هذا وأخاه نجم الدين خضرا الكرك والشّوبك وأعمالهما؛ فسيّر الملك السعيد الأمير علم الدين سنجر الحلبىّ والقاضى تاج الدين محمد بن الأثير إلى الأمير سيف الدين قلاوون وأعيان الأمراء ليستوثق لنفسه منهم، فحلفوا له على الوفاء بما التزموه من إعطاء الكرك والشّوبك له ولأخيه.
وخرج من قلعة الجبل يوم الأحد سابع عشر شهر ربيع الآخر المذكور ونزل إلى دار