أتاهم الخير بعد شرّ ... فالوقت بسط بلا انقباض
وعوّضوا فرحة بحزن ... قد أنصف الدهر فى التقاضى
وسرّهم بعد طول غمّ ... قدوم قاض وعزل قاض
فكلّهم شاكر وشاك ... لحال مستقبل وماض
ومن شعر ابن خلّكان المذكور قوله:
تمثّلتم لى والبلاد بعيدة ... فخيّل لى أنّ الفؤاد لكم مغنى
وناجا كم قلبى على البعد والنّوى ... فآنستمو لفظا وأوحشتمو معنى
وله دو بيت:
قاسوك ببدر التّمّ قوم ظلموا ... لا ذنب لهم لأنّهم ما علموا
من أين لبدر التّمّ يا ويحهم ... جيد وعيون وقوام وفم
وله:
يا رب إنّ العبد يخفى عيبه ... فاستر بحلمك ما بدا من عيبه
ولقد أتاك وما له من شافع ... لذنوبه فاقبل شفاعة شيبه
قلت ويعجبنى فى هذا المعنى قول القائل:
إن كانت الأعضاء خالفت الّذى ... أمرت به فى سالف الأزمان
فسلوا الفؤاد عن الذي أودعتم ... فيه من التوحيد والإيمان
تجدوه قد أدّى الأمانة فيهما ... فهبوا له ما خلّ فى الأركان
وفيها توفّى ملك التّتار منكوتمر بن هولاكو خان بن تولى خان بن چنكز خان، هو أخو أبغا ملك التّتار؛ ومنكوتمر هذا هو الذي ضرب المصافّ مع السلطان الملك المنصور قلاوون على حمص حسب ما تقدّم ذكره وانكسرت عساكره، فلمّا وقع