وفيها توفّى الشيخ شرف الدين أبو الربيع سليمان بن بليمان بن أبى الجيش ابن عبد الجبّار بن بليمان الهمذانىّ الأصل الرّعبانىّ «١» المولد، الإربلىّ المنشأ، الشاعر المشهور صاحب النوادر، كان من شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد صاحب الشام، وكان أبوه صائغا وتعانى هو أيضا الصّياغة، قيل إنّه جاء إليه مملوك مليح من مماليك الملك الأشرف موسى، وقال له: عندك خاتم لإصبعى؟ فقال له: لا، إلا عندى إصبع مليح لخاتمك. ومات بدمشق فى ليلة عاشر صفر. ومن شعره:
وما زالت الرّكبان تخبر عنكم ... أحاديث كالمسك الذّكىّ بلامين
إلى أن تلاقينا فكان الذي وعت «٢» ... من القول أذنى دون ما أبصرت عينى
ولمّا قامر التّلعفرىّ «٣» بثيابه وأخفافه قال فيه شرف الدين هذا قصيدة وأنشدها للملك الناصر بحضرة التّلعفرىّ. فلمّا فرغ من إنشادها قال له التّلعفرىّ: ما أنا جندىّ