قلت: وقد سبق إلى هذا المعنى أمير المؤمنين عبد الله «١» بن المعتزّ بقوله:
أسفر ضوء الصبح من وجهه ... فقام خال الخدّ فيه بلال
كأنّما الخال على خدّه ... ساعة هجر فى زمان الوصال
قلت وقد استوعبنا من ذكر العفيف هذا فى ترجمته فى تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفىّ بعد الوافى» نبذة كبيرة فلينظر هناك.
وفيها توفّى الشيخ الإمام العلّامة فقيه الشام تاج الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزارىّ البدرىّ المصرىّ الأصل الدمشقى الشافعىّ المعروف بالفركاح «٢» . ولد فى شهر ربيع الأوّل سنة أربع وعشرين وستّمائة.
قال الصّفدىّ: تفقّه فى صغره على الشيخ عزّ «٣» الدين بن عبد السلام، والشيخ تقىّ «٤» الدين بن الصّلاح، وبرع فى المذهب وهو شابّ، وجلس للاشتغال وله بضع وعشرون سنة، ودرّس فى سنة ثمان وأربعين، وكتب فى الفتاوى وقد أكمل الثلاثين.
ولمّا قدم النووىّ «٥» من بلده أحضروه ليشتغل عليه، فحمل همّه وبعث به إلى مدرّس الرّواحيّة «٦» ليصحّ له بها بيت ويرتفق بمعلومها. وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار.