وذكر نحو ذلك القطب «١» الحلبىّ فى تاريخ مصر، وحدّث وخرّج لنفسه أحاديث عوالى.
قال أبو حيّان «٢» : إنّه وقع له وهم فاحش فى القسم الأول وهو التّساعىّ، وهو إسقاط رجل من الإسناد حتى صار له الحديث تساعيّا فى ظنّه. انتهى.
قلت: وقد استوعبنا سماعاته ومصنّفاته ومشايخه فى ترجمته من تاريخنا المنهل الصافى، والمستوفى بعد الوافى مستوفاة فى الكتاب المذكور. وكان له يد فى النظم، فمن ذلك قصيدته الحائيّة:
ما لطرفى عن الجمال براح ... ولقلبى به غذا ورواح
كلّ معنى يلوح فى كلّ حسن ... لى إليه تقلّب وارتياح
ومنها:
فيهم يعشق الجمال ويهوى ... ويشوق الحمى وتهوى الملاح
لا تلم يا خلىّ قلبى فيهم ... ما على من هوى الملاح جناح
ويح قلبى وويح طرفى إلى كم ... يكتم الحبّ والهوى فضّاح
صاح عرّج على العقيق وبلّغ ... وقباب فيها الوجوه الصباح
والقصيدة طويلة كلّها على هذا المنوال.
وفيها توفّى سلطان إفريقيّة وابن سلطانها وأخو سلطانها عمر بن أبى زكريّا يحيى ابن عبد الواحد بن عمر الهنتاتىّ «٣» الملقّب بالمستنصر بالله والمؤيّد به، وولى سلطنة