وفيها توفّى الشيخ الإمام العلّامة مفتى المسلمين محيى الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم بن النّحاس الحلبى الأسدىّ الحنفىّ فى ليلة سلخ المحرّم «١» ببستانه بالمرّة «٢» ودفن بتربته بالمزّة، وحضر جنازته نائب الشام ومن دونه، وكان إماما مفتنا فى عاوم، وتولّى عدة تداريس ووظائف دينيّة، ووزر بالشام للملك المنصور قلاوون، وحسنت سيرته ثم عزل ولازم الاشتغال والإقراء وانتفع به عامّة أهل دمشق. ومات ولم يخلّف بعده مثله.
وفيها توفّى الملك لأشرف ممهّد الدين عمر ابن الملك المظفر يوسف ابن الملك المنصور نور الدين «٣» عمر بن علىّ بن رسول ملك اليمن، وتولّى بعده أخوه هزبر الدين داود المقدّم ذكره، وكانت مدّة ملكه دون السنتين.
وفيها توفّى القاضى تاج الدين عبد القادر ابن القاضى عزّ الدين محمد السّنجارىّ الحنفى قاضى قضاة الحنفيّة بحلب فى يوم الخميس ثامن عشرين شعبان، كان إماما فقيها عالما مفتيا ولى القضاء بعدّة بلاد وحمدت سيرته.
وفيها توفّى الأمير عزّ الدين أزدمر بن عبد الله العلائىّ فى ذى القعدة بدمشق، وكان أميرا كبيرا معظّما الا أنّه شرس الأخلاق قليل الفهم رسم له الملك الظاهر بيبرس أنّه لا يركب بسيف [فبقى أكثر من عشرين سنة لا يركب بسيف «٤» ] ، وهو أخو الأمير علاء الدين طيبرس الوزيرىّ.