فيها مسك الملك المنصور لاچين الأمير بدر الدين بيسرى الشمسىّ وحبسه واحتاط على موجوده.
وفيها أخذت العساكر المصريّة تلّ حمدون وقلعتها بعد حصار، ومرعش وغيرهما، ودقّت البشائر بمصر أياما بسبب ذلك.
وفيها قدم الملك المسعود نجم «١» الدين خضر ابن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارىّ من بلاد «٢» الأشكرى إلى مصر، فتلقّاه السلطان الملك المنصور لاچين فى الموكب أكرمه. وطلب الملك المسعود الحج فأذن له بذلك. وكان الملك الأشرف خليل بن قلاوون أرسله إلى هناك. وسكن الملك المسعود بالقاهرة إلى أن مات بها حسب ما يأتى ذكره. وكان خضر هذا من أحسن الناس شكلا، ولما ختنه أبوه قال فيه القاضى محيى الدين عبد الله بن عبد الظاهر يهنّئ والده الملك الظاهر ركن الدين بيبرس:
منأت بالعيد وما ... على الهناء أقتصر
بل إنّها بشارة ... لها الوجود مفتقر
بلوحة قد جمعت ... ما بين موسى والخضر
قد هيأت لوردكم ... ماء الحياة المنهمر
قلت: وأحسن من هذا قول من قال فى مليح حليق:
مرت الموسى على عارضه ... فكأنّ الماء بالاس غمر
مجمع البحرين أضحى خدّه ... إذ تلاقى فيه موسى والخضر