ابن عفان، وأمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، كان من الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة. وفيها افتتح قتيبة مدينة كاشغر «١» . وفيها حج بالناس أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو أمير المدينة، وكان على مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد (بفتح الهمزة وكسر السين المهملة) ، وكان على حرب العراق وصلاتها يزيد بن المهلب، وعلى خراجها صالح بن عبد الرحمن، وعلى البصرة سفيان بن عبد الله الكندي من قبل يزيد بن المهلب، وعلى حرب خراسان وكيع بن أبى مسعود. وفيها توفى الحليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين أبو العباس الأموي الدمشقي، من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام، وكان الوليد عند أهل الشأم أفضل خلفائهم من كونه بنى المساجد والجوامع وبنى جامع دمشق ومسجد المدينة، وهو أول من اتخذ دار الضيافة للقادمين، وبنى البيمارستانات للمرضى، وساق المياه إلى مكة والمدينة، ووضع المنابر في الأمصار، غير أنه كان له مساوئ من كونه كان أقر الحجاج على العراق وأشياء غير ذلك؛ وتولى الخلافة من بعده أخوه سليمان بن عبد الملك.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وثلاثة وعشرون إصبعاً.
*** السنة الثانية من ولاية عبد الملك بن رفاعة على مصر وهي سنة سبع وتسعين- فيها غزا يزيد بن المهلب جرجان. قال المدائني: غزاها ولم تكن يومئذ [مدينة»
] إنما هي جبال محيطة بها. وفيها حج بالناس الخليفة سليمان بن عبد الملك. وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك