ووفاته سنة اثنتين وعشرين وستمائة. فهؤلاء الذين تقدّموا ياقوت المستعصمىّ صاحب الترجمة بالوفاة، وكلّ منهم له ترجمة وفضيلة وخطّ وشعر. وقد تقدّم ذكر غالبهم فى هذا الكتاب، وإنما ذكرناهم هنا جملة لكون جماعات كثيرة من الناس مهما رأوه من الخطوط والتصانيف يقرءوه لياقوت المستعصمىّ، وليس الأمر كذلك بل فيهم من رجّح خطّه ابن خلّكان على ياقوت هذا.
قلت: وقد خرجنا عن المقصود لكثرة الفائدة ولنعد إلى بقية ترجمة ياقوت المستعصمىّ. فمن شعره قوله:
تجدّد الشمس شوقى كلّما طلعت ... إلى محيّاك يا سمعى ويا بصرى
وأسهر اللّيل ذا أنس بوحشته ... إذ طيب ذكرك فى ظلمائه سمرى
وكلّ يوم مضى [لى «١» ] لا أراك به ... فلست محتسبا ماضيه من عمرى
ليلى نهارى إذا ما درت فى خلدى ... لأنّ ذكرك نور القلب والبصر
وله أيضا:
صدّقتم فىّ الوشاة وقد مضى ... فى حبّكم عمرى وفى تكذيبها
وزعمتم أنّى مللت حديثكم ... من ذا يملّ من الحياة وطيبها
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى السلطان الملك المنصور حسام الدين لاچين المنصورىّ. ومن الغد قتل نائبه منكوتمر. ثم قتلوا الأميرين كرجى وطغجى الأشرفيّين. وأحضر السلطان الملك الناصر وعاد إلى السلطنة.
وفيها توفى الإمام جمال الدين محمد بن سليمان بن النقيب الحنفىّ صاحب التفسير بالقدس فى المحرّم. والعلّامة بهاء الدين محمد [بن إبراهيم «٢» بن محمد بن إبراهيم] أبو عبد الله الحلبىّ ابن النحاس فى جمادى الأولى. والصاحب تقىّ الدّين توبة بن علىّ