*** السنة الثانية من ولاية أيوب بن شرحبيل على مصر وهي سنة مائة- فيها حج بالناس أبو بكر بن حزم. وفيها غزا الصائفة الوليد بن هشام المعيطي؛ وفيها خرج شوذب الخارجي واسمه بسطام من بني يشكر. وفيها أمر عمر بن عبد العزيز أهل طرندة «١» بالقفول عنها إلى ملطية، وكان عبد الله بن عبد الملك قد أسكنها المسلمين بعد أن غزاها سنة ثلاث وثمانين، وملطية يومئذ خراب، وكان يأتيهم جند من الجزيرة يقيمون عندهم إلى أن ينزل الثلج ويعودون إلى بلادهم؛ فلم يزالوا كذلك إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز فأمرهم بالعود إلى ملطية وإخلاء طرندة خوفاً على المسلمين [من العدو «٢» ] وأخرب طرندة. وفيها تزوج محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الحارثية، فولدت له السفاح أول خلفاء بني العباس الآتي ذكرهم إن شاء الله تعالى.
وفيها كانت الزلازل، فكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار وواعدهم يوماً بعينه، ثم خرج هو بنفسه رضي الله عنه في ذلك اليوم وخرج معه الناس، فدعا عمر وتضرع إلى الله فسكنت الزلازل ببركته. وقيل: إن في أول هذه السنة كانت أول دعوة بني العباس بخراسان لمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فلم يظهر أمره غير أنه شاع ذلك في الأقطار، ثم وقعت أمور إلى أن ظهرت دعوتهم في سنة مائة واثنتين وثلاثين، كما سيأتي ذكره في محله. وفيها توفي خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، وأمه جميلة بنت سعد بن الربيع الخزرجي، وهو من الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة، وكذا جميع إخوته، وكنيته أبو زيد، وكان عالماً زاهدا،