قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: عن يوسف بن ماهك قال: بينما نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا كتاب رق من السماء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.
قلت: وفي هذه كفاية عن ذكر شيء من مناقبه رحمه الله. وفيها توفي عمر ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومىّ الشاعر المشهور، وكنيته أبو الخطاب؛ ولد في الليلة التي مات فيها الخليفة عمر بن الخطاب. وكان الحسن البصري يقول: أي حق رفع، وأي باطل وضع. وكانت العرب تقر لقريش بالتقدم عليها في كل شيء إلا في الشعر حتى أتى عمر هذا فأقرت لها بالشعر. قال ابن خلكان: لم يكن في قريش أشعر منه، وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة، وله في ذلك حكايات مشهورة.
قلت: وتشبيبه بالنساء وحكايته مع فاطمة «١» بنت عبد الملك بن مروان مشهورة.
ومن شعره:
حي طيفاً من الأحبة زارا ... بعد ما صرع الكرى السمارا
طارقاً في المنام تحت دجى اللّي ... ل ضنيناً بأن يزور نهارا
قلت ما بالنا جفينا وكنا ... قبل ذاك الأسماع والأبصارا
قال إنا كما عهدت ولكن ... «شغل الحلي أهله أن يعارا «٢» »