للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مائة وستة وثلاثون نفرا، وخرجوا طلبا واحدا بخيلهم وهجنهم وغلمانهم وتركوا بيوتهم وأولادهم. انتهى.

وقال غيره «١» : لمّا ولى الملك المظفر بيبرس السلطنة بقى سلّار هو الملك الظاهر بين الناس والملك المظفّر بيبرس من وراء حجاب، فلمّا كان فى بعض الأيام دخل على الملك المظفّر أميران: أحدهما يسمّى نوغاى والآخر مغلطاى فباسا الأرض بين يديه وشكوا له ضعف أخبازهما، فقال لهما المظفّر: اشكوا إلى سلّار فهو أعلم بحالكما منى، فقالا: خلّد الله ملك مولانا السلطان، أهو مالك البلاد أم مولانا السلطان! فقال: اذهبا إلى سلّار، ولم يزدهما على ذلك، فخرجا من عنده وجاءا إلى سلّار وأعلماه بقول الملك المظفّر، فقال سلّار: والله يا أصحابى أبعدكما بهذا الكلام، وأنتما تعلمان أنّ النائب ما له كلام مثل السلطان. وكان نوغاى شجاعا وعنده قوّة بأس، فأقسم بالله لئن لم يغيّروا خبزه ليقيمنّ شرّا تهرق فيه الدماء، ثم خرجا من عند سلّار. وفى الحال ركب سلّار وطلع إلى عند الملك المظفّر وحدّثه بما جرى من أمر نوغاى ومغلطاى، وقال: هذا نوغاى يصدق فيما يقول، لأنّه قادر على إثارة الفتنة، فالمصلحة قبضه وحبسه فى الحبس، فاتّفقوا على قبضه. وكان فى ذلك الوقت أمير يقال له أنس «٢» فسمع الحديث، فلمّا خرج أعلم نوغاى بذلك، فلمّا سمع نوغاى الكلام طلب مغلطاى وجماعة من مماليك الملك الناصر، وقال لهم: يا جماعة، هذا الرجل قد عوّل على قبضنا، وأمّا أنا فلا أسلّم نفسى إلّا بعد حرب تضرب فيه الرّقاب، فقالوا له:

على ماذا عوّلت؟ فقال: عوّلت على أنّى أسير إلى الكرك إلى الملك الناصر أستاذنا، فقالوا له: ونحن معك فحلف كلّ منهم على ذلك، فقال نوغاى، وكان بيته خارج