ومدرس الفخرية «١» فى ثامن صفر بالقاهرة، ودفن عند والده بالقرافة، وكان من أعيان الموقّعين هو ووالده وجدّه، ومات وله دون الأربعين سنة، وكان له فضيلة ونظم ونثر. ومن شعره فى ردّ جواب:
جاء الكتاب ومن سواد مداده ... مسك ومن قرطاسه الأنوار
فتشرّف الوادى به وتعطّرت ... أرجاؤه وأنارت الأقطار
قلت وأين هذا من قول البارع جمال الدين محمد بن نباتة المصرىّ، حيث يقول فى هذا المعنى:
أفديه من ملك يكاتب عبده ... بأحرفه اللّاتى حكتها الكواكب
ملكت بها رقّى وأنحلنى الأسى ... فهأنذا عبد رقيق مكاتب
والشيخ علاء الدين علىّ بن محمد [بن عبد «٢» الرحمن] العبىّ رحمه الله:
أهلتنى لجواب ... ما كان ظنّى أجاوب
لكنّنى عبد رقّ ... مدبّر ومكاتب
وفيها توفّى القاضى بهاء الدين عبد الله ابن نجم الدين أحمد بن على ابن المظفّر المعروف بابن الحلّى ناظر ديوان الجيش المنصور، واستقرّ عوضه القاضى فخر الدين صاحب ديوان الجيش.
وفيها توفّى الأديب إبراهيم بن علىّ بن خليل الحرّانى المعروف بعين بصل. كان شيخا حائكا أناف على الثمانين، وكان عامّيّا مطبوعا، وقصده ابن خلّكان واستنشده من شعره فقال: أمّا القديم فلا يليق إنشاده، وأمّا نظم الوقت الحاضر فنعم، وأنشده بديها: