للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوصون بابنة السلطان وعمل عرسه حمل الأمراء إليه شيئا كثيرا، فلمّا تزوّج الأمير سيف الدين طغاى تمر بابنته الأخرى. قال السلطان: ما نعمل [له «١» ] عرسا، لأن الأمراء يقولون: هذه مصادرة. ونظر إلى طغاى تمر وقد تغيّر وجهه، فقال للقاضى تاج الدين إسحاق يا قاضى: اعمل ورقة بمكارمة الأمراء لقوصون، فعمل ورقة وأحضرها، فقال السلطان: كم الجملة؟ قال: خمسون ألف دينار، فقال:

أعطها لطغاى تمر من الخزانة. وذلك خارج عما دخل مع الزوجة من الجهاز.

وأمّا عطاؤه للعرب فأمر مشهور زائد عن الحدّ. انتهى كلام الشيخ صلاح الدين الصفدىّ باختصار. وهو أجدر بأحوال الملك الناصر، لأنه يعاصره وفى أيامه، غير أننا ذكرنا من أحوال الملك الناصر ما خفى عن صلاح الدين المذكور نبذة كبيرة من أقوال جماعة كثيرة من المؤرّخين. والله تعالى أعلم.

*** السنة الأولى من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة عشر وسبعمائة على أنّه حكم فى السنة الماضية من شهر شوّال «٢» إلى آخرها.

فيها (أعنى سنة عشر وسبعمائة) قبض الملك الناصر على الأمير سلّار وقتله فى السجن حسب ما تقدّم ذكره فى أصل الترجمة، ويأتى أيضا ذكر وفاته فى هذه السنة.

وفيها توفّى العلّامة قاضى القضاة شمس الدين أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن عبد الغنى السّروجىّ الحنفىّ قاضى قضاة الديار المصرية فى يوم الخميس الثانى والعشرين