وتوفّى ملك «١» التتار خربندا (بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وسكون النون) بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولو بن چنكزخان السلطان غياث الدين، ومن الناس من يسمّيه خدابندا (بضم الخاء المعجمة والدال «٢» المهملة) والأصح ما قلناه. وخدابندا: معناه عبد الله بالفارسىّ «٣» ، غير أن أباه لم يسمّه إلّا خربندا، وهو اسم مهمل «٤» معناه «٥» : عبد الحمار. وسبب تسميته بذلك أنّ أباه كان مهما ولد له ولد يموت صغيرا، فقال له بعض الأتراك: إذا جاءك ولد سمّه اسما قبيحا يعيش، فلما ولد له هذا سمّاه خربندا فى الظاهر واسمه الأصلى أبحيتو «٦» ؛ فلما كبر خربندا وملك البلاد كره هذا الاسم واستقبحه فجعله خدابندا ومشى ذلك بمماليكه وهدّد من قال غيره ولم يفده ذلك إلا من حواشيه خاصّة. ولما ملك خربندا أسلم وتسمّى بمحمد، واقتدى بالكتاب والسّنة وصار يحب أهل الدين والصلاح، وضرب على الدرهم والدينار اسم الصحابة الأربعة الخلفاء، حتى اجتمع بالسيد تاج الدين الآوى «٧» الرافضىّ، وكان خبيث المذهب، فما زال بخربندا، حتى جعله رافضيّا وكتب إلى سائر ممالكه يأمرهم بالسبّ والرّفض، ووقع له بسبب ذلك أمور. قال النّويرىّ:
كان خربندا قبل موته بسبعة أيام قد أمر بإشهار النداء ألّا يذكر أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وعزم على تجريد ثلاثة آلاف فارس إلى المدينة النبوية لينقل