وتوفّى القاضى الرئيس شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب بن جمال الدين فضل الله ابن المجلّى القرشىّ العدوى العمرىّ، كاتب السر الشريف بدمشق فى ثالث رمضان ودفن بسفح قاسيون. ومولده سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكان إماما فى كتابة الإنشاء عارفا بتدبير الممالك مليح الخطّ غزير العقل وخدم عدة سلاطين، وكان كاملا فى فنّه لم يكن فى عصره من يدانيه ولا يقاربه. ومن شعره ما كتبه للشهاب محمود فى صدر كتاب:
كتبت والقلب «١» يدنينى إلى أمل ... من اللّقاء ويقصينى عن الدار
والوجد «٢» يضرم فيما بين ذاك وذا ... من الجوانح «٣» أجزاء من النار
وتوفّى الأديب الفاضل شمس الدين أبو العبّاس أحمد بن أبى المحاسن يعقوب «٤» ابن إبراهيم بن أبى نصر الطّيبى الأسدىّ بطرابلس فى سادس «٥» رمضان. ومولده فى سنة تسع وأربعين وستمائة. وكان كاتب الدّرج بطرابلس وكان فاضلا ناظما ناثرا.
ومن شعره:
ما مسّنى الضّيم إلّا من أحبّائى ... فليتنى كنت قد صاحبت أعدائى
ظننتهم لى دواء الهمّ فانقلبوا ... داء يزيد بهم همّى وأدوائى
من كان يشكو من الأعداء جفوتهم ... فإنّنى أنا شاك من أودّائى