فيها توفّى قاضى القضاه زين الدين أبو الحسن علىّ ابن الشيخ رضىّ الدين أبى القاسم مخلوف ابن تاج الدين ناهض المالكى النّويرىّ فى يوم الأربعاء ثامن «١» عشر جمادى الآخرة بمصر، ودفن بسفح المقطّم. ومولده فى سنة عشرين «٢» وستمائة. وكان فقيها ديّنا خيّرا حسن الأخلاق. وولى القضاء بديار مصر فى سنة خمس وثمانين وستمائة، فكانت مدّة ولايته ثلاثا وثلاثين سنة تقريبا، وعرضت عليه الوزارة فى الدولة المنصورية لاچين فأباها خوفا من علم الدين [سنجر] الشّجاعىّ، وتولّى بعده القضاء نائبه تقىّ الدين محمد بن أبى بكر بن عيسى [بن بدران «٣» بن رحمة الإخنائى المالكىّ] .
وتوفّى الشيخ الإمام الزاهد بقيّة السّلف. أبو بكر ابن الشيخ المسند المعمّر زين الدين أبى العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد ابن أبى بكر المقدسىّ الحنبلىّ. سمع الكثير وحدّث. وكان شيخا كثير التّلاوة والصلاة على النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم، وحدّث فى حياة والده. ومولده سنة ست وعشرين وستمائة؛ وقيل سنة خمس وعشرين. ومات ليلة الجمعة التاسع والعشرين من رمضان.
وتوفّى الأمير علاء الدين أقطوان الساقى الظاهرى فى عاشر شهر رمضان بدمشق، وقد جاوز الثمانين سنة. وكان رجلا صالحا مواظب الجماعات، ويقوم اللّيل.
وتوفّى الامير عز الدين طقطاى الناصرىّ، كان نائب الكرك فتمرّض فعزل عن الكرك، وتوجّه إلى دمشق ليتداوى بها فمات فى رابع عشر شعبان.