وتوفّى العلّامة قاضى القضاة ذو الفنون جمال الإسلام كمال الدين أبو المعالى محمد بن علىّ بن عبد الواحد [بن عبد الكريم «١» ] الزّملكانىّ «٢» الأنصارىّ السّماكىّ «٣» الدّمشقىّ الشافعىّ قاضى قضاة دمشق بمدينة بلبيس «٤» فى سادس «٥» عشر رمضان. ومولده سنة سبع «٦» وستين وستمائة فى شوّال. وكان إماما علّامة بصيرا بمذهبه وأصوله، قوىّ العربية صحيح الذهن فصيحا أديبا ناظما ناثرا، أفتى وله نيّف وعشرون سنة، وصنّف وكتب؛ ومن مصنّفاته رسالة فى الردّ على الشيخ تقي الدين فى مسألة الطلاق، ورسالة فى الردّ عليه فى مسألة الزيارة، وشرح قطعة من المنهاج «٧» ، ونظم ونثر وتولّى قضاء دمشق بعد القاضى جلال الدين القزوينىّ لمّا نقل إلى قضاء الديار المصريّة، فتوجّه إلى مصر فمات ببلبيس. ومن شعره قصيدته التى مدح بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم التى أوّلها «٨» :
أهواك يا ربّة الأستار أهواك ... وإن تباعد عن مغناى مغناك