مدافعة فى الفقه والحديث والأصول والنحو واللّغة وغير ذلك. وله عدّة مصنّفات «١» مفيدة يضيق هذا المحلّ عن ذكر شىء منها. أثنى عليه جماعة من العلماء مثل الشيخ تقىّ «٢» الدين بن دقيق العيد والقاضى شهاب الدين الجوينى والقاضى شهاب الدّين ابن النّحاس. وقال القاضى كمال الدين بن الزّملكانىّ المقدّم ذكره: اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، ثمّ جرت له محن فى مسألة الطلاق الثلاث، وشدّ الرّحال إلى قبور الأنبياء والصالحين، وحبّب للناس القيام عليه. وحبس مرات بالقاهرة والإسكندرية ودمشق، وعقد له مجالس بالقاهرة ودمشق مع أنّه حصل له فى بعضها تعظيم من الملك الناصر محمد بن قلاوون، وأطلق وتوجّه إلى دمشق وأقام بها إلى أن ورد مرسوم شريف فى سنة ستّ وعشرين وسبعمائة بأن يجعل فى قلعة دمشق فى قاعة، فجعل فى قاعة حسنة وأقام بها مشغولا بالتصنيف والكتابة.
ثم بعد مدّة منع من الكتابة والمطالعة وأخرجوا ما عنده من الكتب، ولم يتركوا عنده دواة ولا قلما ولا ورقة، ثم ساق ابن الزّملكانى كلاما طويلا الأليق الإضراب عنه.
وتوفّى الأمير سيف الدين جوبان بن تلك بن ندوان «٣» نائب القان بو سعيد ملك التّتار، وكان جوبان هذا قد ثقل على بو سعيد فأسرّ إلى خاله ايرنجى «٤» قتله