مالى أرى الملك قد فضّت مواقفه ... مالى أرى الوفد قد فاضت مآقيه
نعى المؤيّد ناعيه فوا أسفا ... للغيث كيف غدت عنّا غواديه
وا روعتا لصباح من رزيّته «١» ... أظنّ أنّ صباح الحشر ثانيه
وا حسرتاه لنظمى فى مدائحه ... كيف استحال «٢» لنظمى فى مراثيه
أبكيه بالدّرّ من دمعى «٣» ومن كلمى ... والبحر أحسن ما بالدّرّ أبكيه
أروى بدمعى ثرى ملك له شيم ... قد كان يذكرها الصّادى فترويه
أذيل ماء جفونى بعده أسفا ... لماء وجهى الذي قد كان يحميه
جار من الدّمع لا ينفكّ يطلقه ... من كان يطلق بالإنعام جاديه «٤»
ومهجة كلّما فاهت بلوعتها ... قالت رزيّة مولاها لها إيه
ليت المؤيد لا زادت «٥» عوارفه ... فزاد قلبى المعنّى من تلظّيه
[ليت الحمام «٦» حبا الأيام موهبة ... فكان يفنى بنى الدنيا ويبقيه] .
ليت الأصاغر يفدى الأكبرون بها ... فكانت الشّهب فى الآفاق تفديه
والقصيدة أطول من هذا، تزيد على خمسين بيتا. وله فيه غير ذلك. وقد «٧» تقدّم من ذكره فى المنهل الصافى أشياء أخر لم نذكرها هنا، فلتنظر هناك. ومن شعر الملك المؤيّد فى مليح اسمه حمزة:
اسم الذي أنا أهواه وأعشقه ... ومن أعوّذ قلبى من تجنّيه
تصحيفه فى فؤادى لم يزل أبدا ... وفوق وجنته أيضا وفى فيه