وتوفّى الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الأشرفىّ المعروف بنائب الكرك محبوسا بثغر الإسكندرية فى يوم الأحد سابع جمادى الأولى. وأصله من مماليك الملك المنصور قلاوون، وأضافه قلاوون إلى ولده الأشرف خليل وجعله أستاداره فعرف بالأشرفىّ، واستمر بخدمة الملك الأشرف إلى أن تسلطن، أمّره ثم ولّاه نيابة الكرك. وقيل: إنه ما ولّى نيابة الكرك إلا فى سلطنة الملك الناصر الثانية، وهو الأقوى. وقد مرّ من ذكر آقوش هذا أشياء كثيرة فى ترجمة المظفّر بيبرس، وعند قدوم الملك الناصر إلى الكرك لمّا خلع نفسه وغير ذلك. وكان آقوش أميرا جليلا معظّما، وكان يقوم له الملك الناصر لمّا يدخل عليه وهو جالس على تخت الملك أمام الخدم. وطالت أيامه فى السعادة، وله مآثر كثيرة. وهو صاحب الجامع «١» الذي بآخر الحسينيّة بالقرب من كوم «٢» الرّيش، وهو إلى الآن عامر وما حوله خراب.
وتوفّى الأمير «٣» أيتمش بن عبد الله المحمدىّ نائب صفد فى ليلة الجمعة سادس «٤» عشرين ذى الحجة. وكان من مماليك الملك الناصر محمد ومن خواصه، وهو أحد من كان يندبه الناصر وهو بالكرك لمهماته؛ ولمّا تسلطن أمّره ثم ولّاه نيابة صفد وغيرها إلى أن مات. وكان أميرا عارفا كاتبا فاضلا عاقلا مدبّرا متواضعا كريما.
وتوفّى الأمير سيف الدين إيناق «٥» بن عبد الله الناصرىّ أحد مقدّمى الألوف فى ثامن عشرين شعبان «٦» ، وكان أيضا من خواصّ الملك الناصر محمد بن قلاوون ومن أكابر مماليكه.