للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفّى الشيخ الإمام الحافظ المؤرخ علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد [ابن يوسف «١» ] البرزالىّ الشافعى بخليص «٢» ، وهو محرم فى رابع ذى الحجة عن أربع وسبعين سنة. وبرزالة: قبيلة قليلة جدّا. وكان أبوه شهاب الدين «٣» محمد من كبار عدول دمشق. وأما جدّ أبيه محمد «٤» بن يوسف فهو الإمام الحافظ زكىّ الدين الرحّال محدّث الشام أحد الحفّاظ المشهورين. وقد تقدّم ذكره. انتهى. وكان الحافظ علم الدين هذا محدّثا حافظا فاضلا، سمع الكثير ورحل إلى البلاد وحصّل ودأب وسمع خلائق كثيرة، تزيد عدّتهم على ألفى شيخ، وحدّث وخرّج وأفاد وأفتى وصنّف تاريخا على السنين.

وتوفّى الشيخ الأديب أبو المعالى زين الدين خضر بن إبراهيم بن عمر بن محمد ابن يحيى الرفّاء الخفاجىّ المصرىّ عن تسع وسبعين سنة. ومن شعره فى ساق:

لله ساق له ردف فتنت به ... لمّا تبدّى بساق منه برّاق

فلا تسل فيه عن وجدى وعن ولهى ... فأصل ما بى من ردف ومن ساق

قلت: وأحسن من هذا قول القيراطىّ: «٥»

وأغيد يسقى الطّلا ... بديع حسن قد بهر

فى كفّه شمس فما ... له لرائيه قمر

وأحسن منهما قول القائل فى هذا المعنى:

قد زمزم الساقى الذي لم يزل ... يدير للأحباب كأس المدام

وقد فهمناه وهمنا به ... بأحسن ما زمزم وسط المقام