أمير إفريقية جيشاً، عليهم قثم بن عوانة، فأخذوا قلعة سردانية من بلاد المغرب ورجعوا، فغرق قثم بن عوانة وجماعته في البحر. وفيها توفّى عبد الله بن كثير مقرئ أهل مكة أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني، أصله فارسي، ويقال له: الداري (والداري: العطار، نسبة إلى عطر دارين) ، وقال البخاري: هو مولى قريش من بني عبد الدار، وقال أبو بكر بن أبي داود: الدار: بطن من لخم، منهم تميم الداري، قرأ القرآن على مجاهد وغيره، وقيل: إن وفاته سنة عشرين، وهو الأصح.
وفيها قصد خاقان أسد بن عبد الله القسري بجموع الترك، فالتقاهم أسد بن عبد الله وواقعهم فقتل خاقان وأصحابه، وغنم أسد أموالاً عظيمة وفتح بلاداً لم يصل إليها غيره. وفيها خرج المغيرة بن سعيد بالكوفة، وكان ساحراً متشيعاً، فحكى عنه الأعمش أنه كان يقول: لو أراد علي بن أبي «١» طالب أن يحيي عاداً وثموداً «٢» وقروناً بين ذلك كثيراً لفعل. وبلغ خالد بن عبد الله القسري خبره، فأرسل إليه فجيء به وأمر خالد بالنار والنفط وأحرقه ومن كان معه. وفيها غزا أسد بن عبد الله الختل «٣» وقتل ملكها بدير «٤» طرخان. وفيها توفي حبيب بن محمد العجمي، ويعرف بالفارسي، البصري، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة، وهو أحد الزهاد الذي يضرب بزهده المثل. وفيها حج بالناس مسلمة بن عبد الملك.
وأما الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة فهم جماعة كثيرة، قال: وتوفي إياس بن سلمة بن الأكوع، وحبيب بن أبي ثابت في قولٍ، وحماد بن أبي سليمان