قوصون قد كانت له رتبة ... تسمو على بدر السما الزاهر
فحطّه فى القيد أيدغمش ... من شاهق عال على الطائر
ولم يجد من ذلّه حاجبا «١» ... فأين عين الملك الناصر
صار عجيبا أمره كلّه ... فى أوّل الأمر وفى الآخر
وقال فى قوصون وفى واقعته عدّة من الشعراء من الشعر والبلاليق «٢» والأزجال، وعملت الحلوانيّة مثاله فى حلاوة العلاليق «٣» ، فقال فى ذلك جمال الدين إبراهيم «٤» الأديب المعمار:
شخص قوصون رأينا ... فى العلاليق مسمّر
فعجبنا منه لمّا ... جاء فى التسمير سكر
ولبعض عوامّ مصر قصيدة «كان وكان» أوّلها:
من الكرك جانا الناصر ... وجب معه أسد الغابه
ووقعتك يأمير قوصون ... ما كانت الّا كدّابه
وأشياء غير ذلك، وقد خرجنا عن المقصود ولنرجع إلى ذكر أيدغمش وما فعله بمصر.
وأما أيدغمش فإنه استمرّ مدبّر الديار المصريّة وقام بأمر السلطان الملك الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون وجمع الأمراء وخلع الملك الأشرف علاء الدين كچك ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون من الملك فى يوم الخميس أوّل شعبان من سنة