ويقال: إنّ هذا الوباء أقام يدور على أهل الأرض مدّة خمسة عشرة سنة.
قلت: ورأيت أنا من رأى هذا الوباء، فكان يسمّونه الفصل الكبير، ويسمّونه أيضا بسنة الفناء، ويتحاكون عنه أضعاف ما حكيناه، يطول الشرح فى ذكره.
وقد أكثر الناس من ذكر هذا الوباء فى أشعارهم فممّا قاله شاعر ذلك العصر الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة: [الخفيف]
سر بنا عن دمشق يا طالب العي ... ش فما فى المقام للمرء رغبه
رخصت أنفس الخلائق بالطّا ... عون فيها فكلّ نفس بحبّه
وقال الشيخ صلاح الدين الصّفدىّ وأكثر فى هذا المعنى على عادة إكثاره، فممّا قاله فى ذلك: [الوافر]
رعى الرحمن دهرا قد تولّى ... يجازى بالسّلامة كلّ شرط
وكان الناس فى غفلات أمر ... فجاطاعونهم من تحت إبط
وقال أيضا: [الكامل]
قد قلت للطّاعون وهو بغزّة ... قد جال «١» من قطيا إلى بيروت
أخليت أرض الشام من سكّانها ... وأتيت «٢» يا طاعون بالطاغوت
وقال الشيخ بدر الدين حسن [بن عمر بن الحسن «٣» ] بن حبيب فى المعنى من قصيدة أوّلها: [الخفيف]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute