للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان واثنان وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وإصبع واحد.

*** السنة الثانية من ولاية حوثرة على مصر وهي سنة تسع وعشرين ومائة- فيها خرج بحضرموت طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندىّ «١» الأعور، تغلب عليها واجتمع عليه الأباضية، ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي فوقع بينهم قتال كثير، انتصر فيه طالب الحق وهرب القاسم وقتل أخوه الصلت، واستولى طالب الحق على صنعاء وأعمالها، ثم جهز إلى مكة عشرة آلاف وبها عبد الواحد ابن سليمان بن عبد الملك بن مروان فغلبوا على مكة وخرج «٢» منها عبد الواحد المذكور.

وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراق «٣» إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان «٤» وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب دعوة بني العباس في شهر رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن معه خلقاً من شيعته. وفيها توفي سالم بن أبي أمية أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمي، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة، كان يفد على عمر بن عبد العزيز ويعظه، فقال له يوماً: يا أمير المؤمنين، عبد خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته عصاه مرة واحدة فأخرجه من الجنة بتلك الخطيئة الواحدة، وأنا وأنت نعصي الله كل يوم مراراً، ونتمنى على الله الجنة! وكانت وفاته بالمدينة.