وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة شيخ الإسلام وقطب الوجود أبو البقاء وقيل أبو الوفاء خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر المالكى المالقى «١» ثم المكىّ العالم المشهور، صاحب التصانيف فى مذهبه بمكة المشرفة بعد أن انتهت إليه رياسة مذهبه ولم يخلّف بعده مثله.
وتوفّى القاضى جمال الدين إبراهيم ابن العلّامة شهاب الدين محمود بن سليمان ابن فهد الحلبى الحنبلى بحلب عن أربع وثمانين سنة وكان فاضلا كاتبا ماهرا فى صناعته، كتب فى ديوان الإنشاء بمصر وولى كتابة سرّ حلب ثلاث مرات نيّفا وعشرين سنة وحدّث عن جماعة من حفّاظ الديار المصرية والإسكندرية. وكان عارفا بالاصطلاح والكتابة، وله نظم ونثر. ومن شعره ما كتبه لوالده متشوّقا بقوله:[السريع] .
هل زمن ولّى بكم عائد ... أم هل ترى يرجع عيش مضى
فارقتكم بالرغم منى ولم ... أختره لكنّى أطلعت القضا
قلت: لو كانت وظيفته قضاء حلب كان فى قوله: «أطعت القضا» تورية.
وكان جوادا ممدّحا وفيه يقول البارع جمال الدين محمد بن نباتة المصرى قصيدته المشهورة التى أوّلها:[الطويل]
أجيراننا حيّا الربيع دياركم ... [وإن لم يكن فيها لطرفى مربع «٢» ] . انتهى
وتوفّى القاضى تاج الدين أحمد بن يحيى بن محمد بن على بن أبى القاسم بن على ابن أبى الفضل العذرى الدمشقى الحنفى المعروف بابن السّكاكرى. كان «٣» عارفا بعلل