بأيدينا، ورد علينا حقنا، ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض، وختم بنا كما افتتح بنا؛ وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله. يأهل الكوفة، أنتم محل محبتنا، ومنزل مودتنا؛ أنتم الذين لم تتغيروا «١» عن ذلك ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور، فأنتم أسعد الناس بنا، وأكرمهم علينا، وقد زدت في أعطياتكم مائة «٢» مائة فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المبير «٣» .
وكان السفاح موعوكاً فجلس، فقام عمه داود بن علي فخطب وأبلغ وقال: إن أمير المؤمنين نصره الله نصراً عزيزاً إنما عاد إلى المنبر لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره، وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك فادعوا له بالعافية، فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتّبع لسلفه المفسدين فى الأرض الشابّ المتكهّل وسماه، فضج الناس له بالدعاء «٤» .
وأما إبراهيم بن محمد (أعني أخا السفاح) الذي وقع له مع مروان ما ذكرناه، فإن مروان قتله بعد ذلك غيلة، وقيل: بل مات في السجن بحران بالطاعون، انتهى ما أوردناه من انفصال الدولتين
*** السنة الأولى من ولاية عبد الملك بن مروان بن موسى على مصر وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة- فيها كانت وقائع كثيرة بالعراق وغيره قتل فيها خلائق، ففي المحرم كانت الوقعة بين قحطبة وابن هبيرة حسبما تقدم ذكره في أول بيعة السفاح.
وفيها في ثالث شهر ربيع الأول بويع السفاح عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله