قراتمر فأرمى رأسه ثم نزلوا عليه بالسيوف حتى هبّروه تهبيرا وأخذوا رأسه وجعلوها فى مشعل [النار «١» ] إلى أن انقطع الدم فلمّا رآه بعضهم أنكره وقال: أخفيتموه وهذه رأس غيره فرفعوه من المشعل ومسحوه ليعرفوه أنه رأس يلبغا بسلعة كانت خلف أذنه فعند ذلك تحقّق كلّ أحد بقتله، وأخذوا جثته فغيبوها بين العروستين «٢» ، فجاء الأمير ظشتمر الدوادار فأخذ الرأس منهم في الليل واستقصى على الجثّة حتى أخذها وحطّ الرأس على الجثّة وغسّلها وكفّنها وصلّى عليه في الليل ودفنه بتربته «٣» التى أنشأها بالصحراء بالقرب من تربة «٤» خوند طغاى أمّ آنوك زوجة الناصر محمد ابن قلاوون. وفيه يقول بعض الشعراء [مخلع البسيط] :
بدا شقا يلبغا وعدّت ... عداه في سفنه إليه
والكبش لم يفده وأضحت ... تنوح غربانه عليه
قلت: لا جرم أنّ الله سبحابه وتعالى عامل يلبغا هذا من جنس فعله بأستاذه الملك الناصر حسن فسلّط عليه مماليكه فقتلوه كما قتل هو أستاذه الناصر حسنا، فالقصاص قريب والجزاء من جنس العمل.
ولما أصبح نهار الأحد عاشر شهر ربيع الآخر وهو صبيحة ليلة قتل فيها يلبغا العمرىّ الخاصّكى المقدّم ذكره طلع جميع الأمراء إلى القلعة واستقرّ الأمير طغيتمر النّظامىّ هو المتحدّث في حلّ المملكة وعقدها ومعه آقبغا جلب الأحمدىّ وأسندمر