للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى مستهلّ العشر من ذى الحجة ... كانت صبيحة موت أمّ الأشرف

فالله يرحمها ويعظم أجره ... ويكون في عاشور موت اليوسفى

فكان الأمر على ما ذكر، وهذا من الاتفاق الغريب وهو أنه لمّا ماتت خوند بركة المذكورة، واستهلت سنة خمس وسبعين وقع بين الملك الأشرف وبين زوج أمّه ألجاى اليوسفى كلام من أجل التّركة المتعلقة بخوند بركة المذكورة وكان ذلك يوم الثلاثاء سادس المحرّم من السنة المذكورة، وكثر الكلام بين السلطان وبين ألجاى اليوسفى حتى غضب ألجاى وخرج عن طاعة المك الأشرف ولبس هو ومماليكه آلة الحرب ولبست مماليلك السلطان أيضا وركب السلطان بمن معه من أمرائه وخاصّكيّته.

وباتوا الليلة لابسين السّلاح إلى الصّباح، فلما كان نهار الأربعاء سابع المحرّم كان الوقعة بين الملك الأشرف شعبان وبين زوج أمّة الأتابك ألجاى اليوسفى فتواقعوا إحدى عشرة مرة وعظم القتال بينهما حتى كانت الوقعة الحادية عشرة انكسر فيها ألجاى اليوسفى وانهزم إلى بركة الحبش «١» .

ثم تراجع أمره وعاد بمن معه من على الجبل الأحمر إلى قبّة النّصر، فطلبه السلطان الملك الأشرف فأبى فأرسل إليه خلعة بنيابة حماة فقال: أنا أروح بشرط أن يكون كلّ ما أملكه وجميع مماليكى معى، فأبى السلطان ذلك وباتوا تلك الليلة فهرب جماعة من مماليك ألجاى في الليل وجاءوا إلى الملك الأشرف.

فلما كان صباح يوم الخميس ثامن المحرّم أرسل السلطان الأمراء والخاصّكية ومماليك أولاده وبعض المماليك السلطانية إلى قبّة النصر إلى حيث ألجاى، فلمّا