ظنه «١» أميرا من الأمراء وفعلوا ذلك خوفا من العامّة فإنهم لو علموا أنه السلطان خلّصوه منهم ولو ذهبت أرواحهم الجميع لمحبة الرعية في الأشرف المذكور.
ثم دخلوا بالأشرف إلى إسطبل بالقرب من الصليبة «٢» ، مخافة من العامّة لا يعرفون به لمّا تكاثروا للفرجة عليه، فأقام بالإسطبل ونزل إليه قرطاى وقرّره على الذخائر، فقرّ له. ثم قتله ودفنه بمصطبة بالإسطبل المذكور، فهذه رواية أخرى غير ما ذكرنا أوّلا والأوّل أشهر وأظنه الأصحّ والأقوى.
وأمّا الذين تخلّفوا بالعقبة من الذين وثبوا على الملك الأشرف وكسروه وهرب الأشرف إلى جهة الديار المصرية ولم يدركوه، فإنهم اتّفقوا الجميع الأمراء وغيرهم وتوجّهوا إلى الخليفة المتوكّل على الله وكان أيضا في صحبة السلطان الملك الأشرف وقالوا له: يا أمير المؤمنين تسلطن ونحن بين يديك. وكانت العصائب السلطانية حاضرة فامتنع الخليفة من ذلك.
هذا وهم لا يعلمون بما وقع بالديار المصرية من ركوب هؤلاء وسلطنة أمير علىّ فإنّ كلّ طائفة وثبت على السلطان. وليس للأخرى بها علم ولا كان بينهم