وتوفّى السلطان الملك المجاهد سيف الدين أبو يحيى على ابن السلطان الملك المؤيد هزير الدين داود ابن السلطان الملك المظفر يوسف ابن السلطان الملك لمنصور عمر بن نور الدين على رسول التّركمانىّ الأصل اليمنىّ المولد والمنشأ والوفاة، صاحب اليمن بعدن- رحمه الله- فى يوم السبت الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من هذه السنة وقيل سنة أربع وستين وولى بعده ابنه الملك الأفضل عباس. ومولد المجاهد هذا في سنة إحدى وسبعمائة بتعز ونشأ بها وحفظ التنبيه في الفقه وبحثه وتخرّج على المشايخ منهم: الشيخ الإمام العلامة الصاغانىّ، وتأدّب على الشيخ تاج الدين عبد الباقى وغيرهما، وشارك في علوم وكان جيّد الفهم- رحمه الله- وله ذوق في الأدب وله نظم ونثر، وهذا المجاهد الذي ذكرنا في ترجمة الملك الناصر «١» محمد بن قلاوون أنه أرسل إليه نجدة إلى بلاد اليمن، لما خرج عليه ونازعه الملك الناصر بن الأشرف صاحب زبيد، وسقنا حكايته هناك مفصلا، وطالت مدّة المجاهد في مملكة اليمن وفعل الخيرات وله مآثر: عمر مدرسة عظيمة بتعز وزيادة أخرى وغير ذلك وعمّر مدرسة بمكة المشرفة بالمسجد الحرام بالجانب اليمانىّ مشرفة على الحرم الشريف. وقد استوعبنا ترجمته في المنهل الصافى بأطول من هذا إذ هو كتاب تراجم. والله أعلم
وتوفّى الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الظاهر المعروف بابن الشرف «٢» الحنفىّ الفقيه خطيب جامع «٣» شيخون وكان من أعيان الفقهاء وله مشاركة وفضل. رحمه الله تعالى.