فيها كانت الوقعة بين الملك الأشرف صاحب الترجمة وبين الأتابك أسندمر الزّينى الناصرى وانتصر الأشرف حسب ما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى العلّامة قاضى القضاة جمال الدين عبد الله بن قاضى القضاة علاء الدين علىّ ابن العلامة فخر الدين عثمان بن إبراهيم «١» بن مصطفى بن سليمان الحنفىّ الماردينىّ، الشهير بابن التّركمانىّ بالقاهرة، فى ليلة الجمعة حادى عشر شهر شعبان ودفن بتربة والده خارج باب النصر من القاهرة وتولّى بعده القضاء العلّامة سراج الدين عمر الهندى. ومولده في سنة تسع عشرة وسبعمائة، وقيل سنة خمس عشرة وسبعمائة. وتفقّه على والده وغيره، حتى برع في الفقه والأصول والعربية وشارك في فنون كثيرة، وكان من جملة محفوظاته «الهداية في الفقه» حتى إنه كان يمليها فى دروسه من صدره، وكمّل شرح أبيه لها، وتولّى القضاء بعد وفاة أبيه وباشر القضاء بعفّة وحشمة ورئاسة وتصدّى للإفتاء والتدريس والإقراء سنين في حياة والده الى أن مات. وكان له عبادة وأوراد هائلة ومحاسن كثيرة. رحمه الله تعالى.
وتوفّى قاضى القضاة موفّق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الملك ابن عبد الباقى الحجّاوى «٢» المقدسىّ الحنبلىّ قاضى قضاة الديار المصرية بعد أن حكم بها ثلاثين سنة- رحمه الله تعالى- وتولّى بعده القاضى ناصر الدين نصر الله العسقلانى الحنبلىّ. وكان موفّق الدين مشكور السّيرة جميل الطريقة.