ودّعته ولثمت باسم ثغره ... مع خدّه وضممت مائس قدّه
ثمّ انتبهت ومقلتى تبكى دما ... يا ربّ لا تجعله آخر عهده
قلت: ويعجبنى في هذا المعنى قول الأديب المفتنّ علاء الدين علىّ كاتب «١» ابن وداعة. [مخلّع البسيط]
إذا رأيت الوداع فاصبر ... ولا يهمّنّك البعاد
وانتظر العود عن قريب ... فإنّ قلب الوداع عادوا
وتوفّى القاضى شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن القاضى علاء الدين على ابن القاضى محيى الدين يحيى بن فضل الله بن المجلى بن دعجان، ينتهى نسبه الى الإمام عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- مات بدمشق ودفن بسفح قاسيون عن نيف وثلاثين سنة بعد أن باشر نيابة كتابة سر مصر عن والده. وكان إماما بليغا كاتبا ناظما ناثرا أخذ العربية عن الشيخ كمال «٢» الدين بن قاضى شهبة ثم عن قاضى القضاة شمس الدين «٣» محمد بن مسلّم- رحمهم الله تعالى- وتوجّه القاضى شهاب الدين المذكور إلى دمشق واستوطنها إلى أن مات. وشهاب الدين هذا سمى على اسم عمّه شهاب الدين أحمد صاحب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» وقد مرّ ذكره وذكر جماعة من آبائه وأقاربه.