وكان القاضى محبّ الدين المذكور رجلا صالحا فاضلا وله سماع عال وله مصنّفات- رحمه الله- منها «شرح التسهيل» [فى النحو «١» ] فى أربعة مجلدات و «شرح التلخيص في المعانى والبيان» وغير ذلك.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة تقىّ الدين أبو الفداء إسماعيل بن نور الدين علىّ بن الحسن «٢» القلقشندىّ الشافعىّ المصرىّ مفتى المسلمين بالقدس الشريف عن نحو سبعين سنة وكان فقيها برع في عدّة علوم وأفتى ودرّس واستقل. رحمه الله.
وتوفّى الشيخ المسند المعمّر الرّحلة أبو حفص عمر بن الحسن بن مزيد «٣» الشهير بابن أميلة المراغىّ الحلبى ثم الدمشقىّ بها عن ثمان وتسعين سنة، بعد أن صار رحلة زمانه وقصد من الأقطار للسماع عليه فسمع منه خلائق كثيرة.
وتوفّى الشيخ الأديب جمال الدين أبو الربيع سليمان بن داود بن يعقوب المصرىّ ثم الحلبىّ بحلب، وقد قارب الخمسين سنة وكان معدودا من الكتّاب الأدباء الفضلاء، ومن شعره:[الطويل]
رياض جرت بالظّلم عادات ريحها ... وسار بغير العدل في الحكم سيرها
ففرّقت «٤» الاغصان عند اعتناقها ... وسلسلت الانهار إذ جنّ طيرها