وأباكرنّ رياض وجنّته التى ... ما زهرة الدنيا سوى زهراتها
ولأصبحنّ للذّتى متيقّظيا ... ما دامت الأيام في غفلاتها
كم ليلة نادمت بدر سمائها ... والشمس تشرق في أكفّ سقاتها
وجرت بنادهم الليالى للصّبا ... وكؤوسنا غرر على جبهاتها
فصرفت دينارى على دينارها ... وقضيت أعوامى على ساعاتها
خالفت في الصّهباء كلّ مقلّد «١» ... وسعيت مجتهدا إلى حاناتها
فتحيّر الخمّار أين دنانها ... حتى اهتدى بالطّيب من نفحاتها
فشممتها ورأيتها ولمستها ... وشربتها وسمعت حسن صفاتها
فتبعت كلّ مطاوع لا يخشنى ... عند ارتكاب ذنوبه تبعاتها
يأتى إلى اللذات من أبوابها ... ويحجّ للصّهباء من ميقاتها
عرف المدام بحسنها وبنوعها ... وبفضلها وصفاتها وذواتها
يا صاح قد نطق الهزار «٢» مؤذنا ... أيليق بالأوتار طول سكاتها
فخذ ارتفاع الشمس من أقداحنا ... وأقم صلاة اللهو في أوقاتها
إن كان عندك يا شراب بقيّة ... مما تزيل بها العقول فهاتها
الخمر من أسمائها والدّرّ من ... تيجانها والمسك من نسماتها
وإذا العقود من الحباب تنظّمت ... إيّاك والتفريط في حيّاتها
أمحرّك الأوتار إن نفوسنا ... سكناتها وقف على حركاتها
دار العذار بحسن وجهك منشدا ... لا تخرج الأقمار عن هالاتها
كسرات جفنك كلّمت قلبى فلم ... يأت الصّحاح لنا بمثل لغاتها