وتوفّى الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله الأعسر «١» فى يوم عيد الفطر، وكان من أعيان الأمراء، وتنقّل فى عدّة ولايات.
وتوفّى الأمير تمر بن عبد الله الشّهابى الحاجب أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية، وكان فقيها فاضلا، وإماما بارعا فى الفقه وفروعه، معدودا من فقهاء الحنفيّة، وكان شجاعا مقداما خرج عليه العرب العصاة فقاتلهم فجرح فى المعركة، ومات من جراحه، رحمه الله.
وتوفّى الأمير الجليل سودون بن عبد الله الفخرى الشيخونى، نائب السلطنة بالديار المصرية بها؛ فى يوم الثلاثاء خامس جمادى الآخرة «٢» ، بعد ما شاخ، وكان أصله من مماليك الأمير الكبير شيخون العمرى الناصرىّ، ثم ترقّى فى الدول إلى أن ولى حجوبية الحجاب بالديار المصرية، فى دولة الملك الصالح حاجى، ثم نقله الملك الظاهر برقوق إلى نيابة السلطنة فى أوائل سلطنته، وطالت أيامه فى السعادة، وكان وقورا فى الدّول، معظّما عند الملوك، ولما كبر وشاخ أخذ يتبرّم من الإمرة والوظيفة ويستعفى، إلى أن أعفاه الملك الظاهر بعد قدومه من سفرته إلى البلاد الشامية، وكان سودون مقيما بالقاهرة، فلزم داره من صفر سنة سبع وتسعين وسبعمائة إلى أن مات فى التاريخ المقدّم ذكره، وكان أميرا خيّرا ديّنا وافر الحرمة، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ومنذ مات تجاهر الملك الظاهر برقوق بالمنكرات التى لم تكن قبل تعرف منه، وكان محبا للعلماء والفقراء، كان يدور وينزل إلى بيوت الفقراء، ويتبرّك بهم ويبذل إليهم الأموال.