المهدىّ موسى هذا على إمرة مصر، فاستمر على ذلك إلى أن عزله المهدي بعد ذلك في سابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائة وولى بعده على مصر عيسى بن لقمان، فكانت ولايته على مصر ست سنين وشهرين.
وقال صاحب «البغية» : ثم صرفه المهدي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائة، ومدة ولايته ست سنين وشهران.
قلت: وافقنا صاحب «البغية» في المدة والسنة وخالفنا في شهر عزله.
قلت: وفي أيامه كان خروج يوسف بن إبراهيم المعروف بالبرم «١» خرج ملتزماً بخراسان هو ومن معه منكراً على الخليفة محمد المهدي ونقم عليه في سيرته التي يسير بها، وكتب إلى موسى هذا ليوافقه فنهر قاصده وقبض عليه وكتب بذلك للمهدىّ، واجتمع مع البرم بشر كثير، فوجه إليه المهدي يزيد بن مزيد الشيباني، وهو ابن أخى معن ابن زائدة الشيباني، فلقيه يزيد فاقتتلا حتى صارا إلى المعانقة، فأسره يزيد المذكور وبعث به وبأصحابه إلى المهدي؛ فلما بلغوا النهروان حمل يوسف البرم على بعير قد حول وجهه إلى ذنبه وكذلك أصحابه، فأدخلوهم إلى الرصافة على تلك الحالة، وقطعت يدا يوسف ورجلاه ثم قتل هو وأصحابه وصلبوا على الجسر «٢» . وقيل: إن يوسف المذكور كان حرورياً فتغلب على بوشنج «٣» وعليها مصعب «٤» جد طاهر بن الحسين فهرب منه، وكان تغلب أيضاً على مرو الروذ والطالقان وجوزجان «٥» ، وقد كان من جملة أصحابه أبو معاذ الفاريابىّ فقبض عليه معه.